رسالة معالي الدكتور محمد بن علي كومان
الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث ويوم البيئة العربي
تونس: 13ـ 14/10/2017م
تشارك الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام المجتمع الدولي الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث الذي يمثل مناسبة للتذكير بأهمية التدابير اللازمة للوقاية من الكوارث الطبيعية والحوادث الكبرى وللحد من آثارهما، وتشجيع المبادرات والسياسات والبرامج الهادفة إلى بناء مجتمعات قادرة على مواجهتها.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث هذا العام تحت شعار “بيتنا آمن” للدلالة على أهمية السلامة في البيت، في ظل المتغيرات المناخية الخطيرة التي تنبئ بالمزيد من الكوارث، كالأعاصير والعواصف والحرائق، وفي ظل التقدم التكنولوجي في العديد من المجالات الحياتية الذي قد ينتج عنه العديد من الكوارث الصناعية لا قدر الله، هذا فضلا عن الزلازل والبراكين التي قد تخلف دمارا هائلا.
إن الحفاظ على أمن الأفراد والأسر يستلزم تطبيق عوامل الوقاية في البيوت والمباني الشاهقة والتجمعات السكانية، واعتماد معايير السلامة فيها، لتتأقلم مع المتغيرات المناخية، وتقاوم الكوارث الطبيعية والحوادث وحالات الطوارئ، وتقلل قدر الإمكان من الآثار الناجمة عنها، وتحد من عدد الأشخاص المتضررين.
ولقد استشعر مجلس وزراء الداخلية العرب حجم مخاطر الكوارث والحوادث الكبرى، فأقر العديد من الاستراتيجيات والخطط والأدلة والإجراءات للحد من آثارها، منها الاستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني) عام 1997م، والتي جرى تحديثها عام 2016م، لتتلائم مع المستجدات في مجال تدخل أجهزة الحماية المدنية لمواجهة الكوارث وضمان سلامة البيئة، والخطة العربية للحماية المدنية التي اعتمدت عام 2002م، والخطة النموذجية لمواجهة الكوارث التي تضمنت الاجراءات والتدابير والتعليمات الواجب التقيد بها عند حدوث كارثة ما، وكيفية استغلال وسائل الإغاثة المادية والبشرية العامة والخاصة المتوفرة، والدليل الخاص بالمواصفات اللازمة للوقاية من أخطار الحرائق الذي أقره المجلس في عام 2003م، ويتضمن مجموعة من المواصفات التي يجب الالتزام بها عند تصميم وإنشاء المباني السكنية والمؤسسات العمومية والتجارية والصناعية، ومتطلبات السلامة والوقاية والحماية من الحريق، كما أقر المجلس خطة إعلامية عربية نموذجية للتوعية من مخاطر الكوارث. ويسعى المجلس حاليا لإعداد اتفاقية عربية للتعاون في مجال الاستجابة للكوارث وتنسيق جهود فرق البحث والانقاذ.
وبالموازاة مع ذلك، يأتي الاحتفال بيوم البيئة العربي لهذا العام، الذي يوافق الرابع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تحت شعار “استثمار مستدام لبيئة عربية أفضل“، بهدف تشجيع الدول العربية على خلق استثمارات بيئية تضمن الاستدامة والاستمرارية لايجاد بيئة نظيفة تحقق السلامة للفرد والمجتمع وتقاوم التلوث البيئي بصوره المختلفة.
ويشكل الاحتفال بهذا اليوم، مناسبة للتذكير بالجهود التي ما فتئ مجلس وزراء الداخلية العرب يبذلها في مواجهة الجرائم الماسة بالسلامة البيئية، من خلال إنجازاته في مجال الحماية المدنية وتنمية البيئة والمحافظة عليها.
ويمكن الإشارة في هذا الصدد الى أن مجلس وزراء الداخلية العرب قد أقر القانون العربي النموذجي لحماية وتنمية البيئة في عام 2002م، واعتمد خطة نموذجية عربية للتوعية الإعلامية من مخاطر الجرائم الماسة بسلامة البيئة وكيفية المحافظة عليها من التلوث.
ولأهمية السلامة البيئية في حياتنا، فقد أقر المجلس بندا دائما على جدول أعمال المؤتمر العربي للحماية المدنية (الدفاع المدني)، يتضمن المستجدات في أخطار تلوث البيئة وسبل مكافحتها.
وفي إطار هاتين المناسبتين، تحرص الأمانة العامة للمجلس على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في الدول العربية، بما يكفل تبادل الخبرات في كافة الجوانب المتعلقة بحماية البيئة وإدارتها وتفادي الكوارث والحد من آثارها، وتحث الدول الأعضاء على اتخاذ كافة التدابير اللازمة من اجل اعتماد شروط السلامة في المنازل والتجمعات السكنية والمنتجعات الترفيهية والمراكز التجارية وأماكن العمل والمدارس والشوارع العامة والطرقات السريعة، وشرحها لكافة فئات المجتمع باستخدام كافة وسائل التوعية المتاحة، ونشر وتطوير ثقافة الوقاية والحماية الذاتية في مجابهة الكوارث الطبيعية والحوادث الكبرى، وكذا ثقافة السلامة البيئية.
كما قامت الأمانة العامة للمجلس بإعداد كثير من الأدلة والكتيبات والمطويات والبوسترات الإرشادية والتوعوية في مجال الأمن والسلامة، وتنظيم ندوات وورش عمل ودورات تدريبية للفاعلين والمتدخلين في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة تنظم كل سنتين على هامش المؤتمر الدوري لرؤساء أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) مسابقة توعوية في أحد مجالات الحماية المدنية والإنقاذ تشارك فيها الدول الأعضاء بأفلام وكتيبات ونشرات ومطويات وملصقات مختلفة، وقد ركزت المسابقة التي نظمت هذا العام على موضوع “دور أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) في مواجهة الكوارث البيئية والحد من تأثيراتها“.
وتعول الأمانة العامة للمجلس على الاحتفال بهذين اليومين، ليكونا مناسبة لتنظيم فعاليات على المستويين الوطني والعربي للتوعية بأهمية الوقاية من الكوارث ومواجهتها، والتأكيد على وضع وتطبيق معايير السلامة في البيوت والوحدات السكنية، وتشجيع الأفراد وسائر المتدخلين على اتخاذ التدابير اللازمة في مجال الوقاية المنزلية، والحفاظ على البيئة، لتنعم أوطاننا ببيئة نظيفة يعيش فيها الفرد والمجتمع في أمن وأمان وسلام واطمئنان.